العلم، هو ميراث الأنبياء ومصدر الهداية في حياتنا، وقد أظهر الإمام الشافعي – رحمه الله – براعة نادرة في الاستدلال والفهم. من خلال قوله: “العلم يرسخ بالتدريس والتكريس”، يلمح الإمام الشافعي إلى أسرار استمرارية العلم ونقله عبر الأجيال.
1. التدريس: هو عملية نقل العلم من الأستاذ إلى الطالب. ومن خلال التدريس يمكن للمعلم أن يوضح الأمور المعقدة، ويقدم التوضيحات اللازمة، ويجيب عن الأسئلة، مما يجعل المعلومة أكثر وضوحًا واستيعابًا للطالب.
2. التكريس: أما التكريس فهو الاستمرار في المراجعة والتمرن على المعلومة من خلال كتابتها على الورق، او في كرّاسة، حتى تصبح جزءًا من الذاكرة الطويلة الأمد. هو ما يعزز من استيعاب العلم وتطبيقه في الحياة اليومية.
من هذا المنطلق، يصبح من الواضح أن مجرد الحصول على المعلومة ليس كافيًا. فالعلم، إذا لم يُطبق ويُرسخ بشكل صحيح، قد يضيع أو يُنسى. وهنا تأتي أهمية التدريس كوسيلة لنقل العلم، والتكريس كوسيلة لترسيخه في الأذهان.
وفي ضوء هذا القول، يُشدد على أهمية الدورات التدريبية وورش العمل والمناقشات العلمية، حيث يمكن من خلالها تعميق الفهم والاستزادة من العلم. كما يُظهر لنا الإمام الشافعي أن الطريق إلى العلم ليس سهلاً، بل يحتاج إلى جهد وعزم واصرار.
فلنأخذ هذا القول كدليل على أهمية الاستمرار في التعلم والتطبيق والتكريس، لنصبح أهلاً لحمل لواء العلم وترسيخه في أذهان الأجيال القادمة.
وقد اتفق علماء الشرق والغرب على هذا القول. فالعالم ريتشارد فاينمان (Richard Phillips Feynman) عالم الفيزياء النظرية قال:
If you want to master something, teach it. The more you teach, the better you learn. Teaching is a powerful tool to learning.
بمعنى: إذا اردت ان تتعلم شيئا، فدرّسه. كلّما درّست اكثر، كلّما تعلمت اكثر. التدريس اداة قوية جدّا للتعلم.
بدورنا، نرحّب في هذه الأكاديمية المتواضعة بكل من يريد التعلّم من خلال التدريس، وذلك إمّا بكتابة مقالات تقنية أو العمل في مجال التدريب التقني تحت اشراف د.محسن حمّود.